نشاطات دعم عودة الشركس إلى الوطن من سوريا تزداد حدة وتتّسع

إن مقتل فتاة شركسية تبلغ من العمر 11 عاما بنيران قناص في دمشق قد لامس قلوب هؤلاء الذين هم من عرقيّتها في شمال القوقاز وأثار اشتداد وانتشار المظاهرات التي تطالب موسكو بتغيير المسار والسماح للشركس بالعودة إلى الوطن الذي طرد أسلافهم منه في عام 1864.

في الواقع، فمنذ أولمبياد سوتشي التي جرت في موقع العصر القيصري الذي شهد الطرد والإبادة الجماعية، لا توجد قضية ادّت الى توحيد الشركس كما فعل القتل الوحشي الذي أودى بحياة جودي ماف في العاصمة السورية التي مزقتها الحرب — أو سلطت الضوء على مدى خلافهم مع الحكومة في موسكو (windowoneurasia2.blogspot.com/2015/09/circassian-girls-murder-in-damascus.html).

الدليل على ذلك هو أن مظاهرات لدعم عودة الشركس انتشرت الآن من نالتشيك عاصمة جمهورية قباردينو – بلكاريا، إلى مايكوب، عاصمة جمهورية أديغيا، مع قول المنظمين أنهم “لا يستبعدون امكانية” العمل الجماهيري أمام مباني الحكومة (kavpolit.com/articles/v_pamjat_o_dzhudi-20247/).

في البداية، ذهب الأفراد إلى الميدان الرئيسي مع ملصقات وصور للفتاة التي قتلت. والآن، هم يجتذبون عشرات المشاركين. وعلاوة على ذلك، قام العديد من مستخدمي الفيسبوك الشركس بتغيير الصور التي ترمز لهم إلى صورة جودي، وهي وسيلة لحشد المزيد من الناس الذين لا يزالون في عصر الإنترنت (kavpolit.com/articles/v_pamjat_o_dzhudi-20247/).

المزيد من التفاصيل تظهر حول جودي ماف. “قبل بداية العمليات العسكرية في سوريا، عاشت مع عائلتها في قرية مرج السلطان [ذات الأغلبيّة الشركسية]”. واضطرت عائلتها للانتقال إلى ضاحية الأسد، وهي ضاحية من ضواحي دمشق، حيث تم اطلاق الرصاص عليه وقتلها.

يالي قات (Yali Kat)، وهو مدون شركسي من نالتشيك، نشر على الانترنت ان جودي قد اشترت ثوباً جديداً لعيد الأضحى وعادت الى المنزل لإرتدائه. لكنها قتلت  قبل أن تتمكن من الوصول إلى هناك (facebook.com/groups/433298283464889/permalink/748525418608839/).

ويقول موقع كفكازسكايا بوليتيكا (Kavkazskaya politika) أن مقال قارت اثار عددا كبيرا من التعليقات، بدءا “من عبارات التعاطف … إلى الغضب إزاء تقاعس السلطات فيما يتعلق بإعادة الشركس إلى وطنهم الأم التاريخي”.

وكان منظم العمل في نالتشيك أبوبكر مورزاكانوف (Abubekir Murzakanov)، رئيس جمعية أديغه خيكوج-شركيسيا (Adyge Khekuzh-Circassia) الذي استخدم صفحته على الفيسبوك لدعوة جميع الناس ذوي الإرادة الطيبة في الجمهورية للتجمع ومطالبة المسؤولين المساعدة في اجلاء الشركس من سوريا قبل حدوث المزيد من المآسي.

وكتب: “نحن لا نريد الحرب”. بدلا من ذلك، نحن نريد “بأن يشعر جميع الشراكسة الذين يعيشون الآن في الخارج بأن الوطن في القوقاز وأن كل شركسي لديه فرصة للعودة إلى وطنه التاريخي. طفلة بريئة فارقت الحياة”، وقبل شهرين، فارق الحياة أيضا إثنان آخران من أبناء الشركس، وهما أباظة نارت نظمي ووالدته.

وواصل، لقد درس أباظة في جامعة جمهورية قباردينو-بلكاريا، وقال “يجب أن ينتهي هذا الجنون”. وهذا هو سبب هذه المظاهرات، ويجب أن تلقى الإهتمام لأنها تمثل “صرخة الروح … لا يجب على المرء أن يقتل الأطفال … حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة مع صغارها”.

وقال مورزاكانوف انه ومجموعته “يحافظون على العلاقات مع الشتات” وهذا هو السبب في أن الكثيرين من الناس يعرفون عن مقتل جودي. إن وفاتها “تكمن في ضمير أولئك الذين لا يسمحون للشركس بالعودة إلى الوطن الأم، وعلى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم قادة للشعب فإنّهُ ليس لهم أي علاقة في حل مشاكله”.

وقال أنّهُ حتى الآن، “كانت روسيا على الدوام تصم آذانها لمشكلة الشركس في سوريا. لا يمكننا أن نفهم ذلك. يمكن لأي شخص من أي دولة كانت أن يستقر هنا. الوحيدين الذين هم اليوم لا يملكون هذا الحق هم الشركس”، ويتعين أن يأتوا معا إلى هذا الوطن من أجل بقاء الأمة على قيد الحياة ولأن تزدهر.

ووفقا للمشاركين في المظاهرة، فإن المزيد من الناس سيشاركون في مظاهرات مستقبلية مع انتشار خبر وفاة جودي. وقالت ليودميلا كاشيروكوفا (Lyudmila Kashirokova)، وهي إحدى العضوات: “إننا نأمل أن يكون نشاطنا قد ذاع صيته. الناس ليسوا غير مبالين لمصير مواطنينا في سوريا”.

بول غوبل 

ترجمة: عادل بشقوي